بدورها الفرات التقت المهندس هاني العلي رئيس محطة بحوث الشولا للإنتاج الحيواني بدير الزور والذي قال إن كمية الحليب التي تقوم النوق بإنتاجها تتراوح مابين ستة إلى عشرة ليترات في اليوم الواحد ، وهذا الرقم متفاوت حسب طول موسم الحلابة ، وحسب تباعد أو قصر الفترات بين الحمل والآخر ، وأثبتت التجارب العلمية أن حليب النوق يحتفظ بجودته وقوامه لاثني عشر يوماً في درجة حرارة واحد مئويه في حين أن حليب الأبقار يحتفظ بخواصه لمدة لاتزيد على يومين في نفس درجة الحرارة .
وأضاف العلي إن من غرائب حليب النوق انه لايحلب إلا بعد أن يرضع الجمل الصغير من الناقة ، ولايمكن أن تتم عملية الحلب إلا بعد استدعاء « الحوار » أي ابن الناقة للرضاعة أولاً ، ثم يتم حلبها ويوضع حليبها في أوعية معدنية ويشرب ساخناً ، مباشرة بعد حلبه حتى تبقى خواصه محافظة على نفسها وإذا ترك لاحقاً وجب غليه ، مع العلم أنه يفقد بعضاً من فوائده بعد الغلي
وتابع العلي حديثه إلى أنه كان سائداً لدى العرب أن حليب الإبل لايخثر ولايلبى ، أي لا يصنع منه اللبن أو الجبن ، إلا أن الأمر اختلف اليوم فالتجارب الحديثة أثبتت أن حليب الإبل يمكن التعامل معه كأي نوع من أنواع الحليب ، إلا أنه يحتاج إى ظروف خاصة في عملية التخثير والبسترة ، ومن الممكن أن يصنع منه الحليب المبستر ، والحليب المعقم طويل الصلاحية والمكثف ، وحليب البودرة والزبدة والسمن البلدي والجبن .
وأردف البيطري عبد الله خضر على كلام العلي قائلاً : يستعمل حليب النوق كغذاء للإنسان بعد حلب الناقة مباشرة ويستعمل أحياناً لتغذية الخيول بعد تجفيفه بالماء ويتمتع حليب الإبل بخاصية شربه من قبل الإنسان بدون غلي وهو غني بمكوناته الأساسية الضرورية لتغذية الإنسان لاحتوائه على البروتينات والحموض الأمينية التي تلعب دوراً أساسياً في الوقاية لكثير من الأمراض المعدية والسارية في الحيوان والإنسان .
الفوائد التي بالجملة
الدكتور ق-ح الاختصاصي في الأمراض الداخلية تحدث عن فوائد حليب الإبل قائلاً : إن الدراسات العلمية التي أجريت على حليب الإبل وأهميته في مجال الطب والصحة بينت أنه يستخدم في معالجة الكثير من الأمراض ومنها أوجاع البطن وخاصة المعدة والأمعاء ومرض الاستسقاء وأمراض الكبد ، وخاصة اليرقان وتليف الكبد وأمراض الربو وضيق التنفس
وأضاف الدكتور : إن المرضى المصابون بمرض السرطان والذين يئسوا من الفحص السريري ليعالجوا من سرطان الدم لجؤوا إلى حليب الإبل ، والعلاج يستمر أربعين يوماً ، على أ ن يكون طعام المريض وعلاجه حليب الإبل ، مع شيء من بولها ، خاصة الناقة البكر ، لأن حليبها أنفع وأسرع للعلاج ، خاصة إن كانت ترعى النباتات الحمضية وغيرها كما أن معد الإبل تحتوي على بعض الفطريات المسببة للأمراض الجلدية ، وتعد علاجاً حيوياً فعالاً ضد البكتريا والفطريات والخمائر مجتمعة ، مثل الأمراض الجلدية كالأنزيما والحساسية والجروح والحروق وحب الشباب وإصابات الأظافر والسرطان والتهاب الكبد الوبائي وحالات الاستسقاء ، دون أضرار جانبية
وأشار الدكتور إلى أن بعض التحاليل المخبرية تدل على أن لبن الإبل يساعد على علاج عدد من الأمراض المزمنة ومرض السكري ، وعلى معالجة الضعف الجنسي ، حيث كان يتناوله الشخص عدة مرات قبل الزواج ، إضافة إلى حليب الإبل يحمي اللثة ويقوي الأسنان نظراً لاحتوائه على كمية كبيرة من فيتامين ( ج ) ويساعد على ترميم خلايا الجسم لأن نوع البروتين فيه يساعد على تنشيط خلايا الجسم المختلفة ، وبصورة عامة ويحافظ حليب الإبل على الصحة العامة للإنسان .
